تقديم :
المقدمة:
تستند نظريات مفهوم الذات في الإختيار المهني إلى نماذج مفهوم الذات وخاصة تلك النماذج التي بلوَرها كارل روجرز وجينز برج ودونالد سوبر، والتي أكدّت على ميل الأفراد لتكوين مفاهيم ذاتية محددة تتوضّح بمرور الزمن، وأنّهم يكوِّنوا صوراً ذهنية عن عالم المهن من حولهم محاولين مقارنتها بالصورة التي لديهم عن ذواتهم في إطار اتخاذهم القرارات المهنية.
وتنطلق هذه النظريات من تفسير مفهوم الذات باعتباره التنظيم الديناميكي لمفاهيم الفرد وقيَمه وأهدافه ومثله ، والذي يقرر الطرق التي يسلك بها باعتبارها الصورة التي تمثِّل نفسه، وأنّها عملية ارتقائية تبدأ من ميلاد الفرد وتتمايز بالتدريج خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة. وأنّ الفرد يسعى دائماً لتحقيق ذاته في اتجاه التكامل و الاستقلال الذاتي، ومن أبرز علماء النفس في نظريات مفهوم الذات كارل روجرز و ماسلو و ايلي جينز برج و دونالد سوبر.
يهدف هذا البحث إلى دراسة نظرية سوبر، والتعرّف على الأسس التي تشكِّل الإطار العام لهذه النظرية، ومراحل النمو في حياة الإنسان، ومراحل نمو الإختيار المهني، والإفتراضات التي بُنيت عليها النظرية، وأخيراً تطبيقات هذه النظرية في الإرشاد.
آملاً أن يستفاد من هذا البحث عملياّ في التطبيقات الإرشادية في مجال الإرشاد المهني.
خلفية النظرية:
دونالاد سوبر ( Donlad Super ) واحد من كبار علماء النفس المهني والقياسي، نشر نظريته في النمو المهني (Vocational Development) عام 1935م. (الخطيب 2003 )
لقد جاءت نظرية سوبر لتؤكد ما جاءت به نظرية جينزبيرغ حول النمو المهني للفرد فقد تأثرت نظرية سوبر بنظرية مفهوم الذات التي تقول بأنّ الفرد يعكس اهتماماته عن طريق وصف ذاته وتقييم فكرته عن ذاته.
ومن النظريات التي ساهمت في التأثير بأفكار سوبر ما جاء به كارل روجرز 1942 وكاتر 1940 وبوردن 1942. الذين ركزوا على أن سلوك الفرد ما هو إلاّ انعكاس يبحث الفرد من خلاله تحقيق أفكاره المتعلقة بوصف الذات وتقييمها. كما أشار بوردن من أنّ الاستجابات على قوائم الميول المهنية تمثل انعكاس لمفهوم الفرد عن نفسه من خلال الأنماط المهنية الجامدة التي يؤمن بها. ( الداهري 2005 )
تعريف سوبر للتوجيه المهني
يعرِّف سوبر التوجيه المهني، في كتابه (سيكولوجية المهن) بأنّه: عملية مساعدة الفرد على إنماء وتقبّل صورة لذاته متكاملة وملائمة لدوره في عالم العمل، وكذلك مساعدته على أن يختبر هذه الصورة في العالم الواقعي وأن يحوّلها إلى حقيقة واقعية بحيث تكفل له السعادة وللمجتمع المنفعة.
( دويدار 1992 )
بنى سوبر نظريته على الفروق الفردية ومفهوم الذات ويعتقد أن السمات في الفروق الفردية تختلف من شخص لآخر فلا يمكن لشخصين أن يتطابقا تماماً في المنظومة الفردية ويرى سوبر أنها خاضعة لإجراءات التعلم.
اعتمد ( سوبر) في تطوير نظريته في النمو المهني على ثلاث أسس تشكل الإطار العام لنظريته وهي: ..............
أولاً / نظريـة مفهوم الذآت
إن تشكيل مفهوم الذآت يتطلب من الفرد أن يتعرف على نفسه كفرد متميز ‘ وفي نفس الوقت عليهِ أن يدرك التشآبـه بينه وبين الآخرين ~
ومفهوم الذآت غير ثآبت فهو يتغير نتيجة نمو وتطور الفرد العقلي والجسمي والنفسي والتفآعل مع الآخرين ~
وفي الوقت الذي تظهر فيه عملية التفريق بين الذآت والآخرين ‘ يبدأ الفرد بتحديد هويته ~
إن هدف الإرشآد المهني هو مسآعدة الفرد على أن يتقبل صورهـ لذآتهِ وملآئمتهآ لدورهـ في عآلم العمل والوظيفه ~
ثآنيـاً / علم النفس الفآرقي
يبين سوبر أن أي فرد عندهـْ القدرهـ على النجآح والرضـآ في عدة وظآئف وذكر بأن الأفرآد يتفآوتون في مستوى كفآئتهم للوظآئف بنآءً على ميولهم وقدرآتهم ~
ثآلثـاً / علم النفس النمو
تأثر سُوبر بكتآبآت بوهلر في علم النفس النمو التي ذكرت أن الحيآهـ يمكن أن ينظر إليهآ كتتآبع لمرآحل متتآليـه ~
وتتألف مرآحل النمو المهني كمـآ لخصهآ سوبر إلى ( النمو + الاستكشآف + الإستقرآر + الإستمرآر + الإنحدآر)