المدير Admin
عدد المساهمات : 115 نقاط : 272 تاريخ التسجيل : 07/06/2008 العمر : 41
| موضوع: حكمة الزواج في الاسلام السبت يونيو 07, 2008 11:26 am | |
| حكمة الزواج في الاسلام
خلق الله عز وجل من كل شيء زوجين، وخلق الذكر والأنثى ثم ألف فيه بين قلبين، وقرب بين بعيدين بطريق شرعي حلال على كتاب الله تعالى وعلى سنة رسوله . والزواج فطرة يميل إليها كل سويٍّ وهو من هدي الأنبياء والمرسلين: قال تعالى : (ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذريةً وما كان لرسولٍ أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب) [الرعد:38] وقال (أما والله إني لأخشاكم لله ، وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني) [متفق عليه]. قاله عندما جاء رهط إلى بيت رسول الله ليعرفوا عباداتهم فقال أحدهم أما أنا فلا أتزوج النساء ظاناً أنه بهذا الفعل يتقرب إلى الله أكثر، فرد عليه الرسول بمنطق الفطرة السوية فقال: {إني لأخشاكم لله وأتقاكم له وأتزوج النساء} لأن الأصل بالمستسلم لأوامر ربه أن يطبق منهج ربه ولا يعمل علقله ليختار ما يملي عليه، لأن الله سبحانه حكيم فيما شرع عليم بما يصلح خلقه فشرع لهم الزواج. والحق مشرع الله لأنه هو الشرع الذي يتناسب مع التكوين البشري الفطري، فرد رسول الله هؤلاء إلى المنهج الحق. والزواج نداء الفطرة فمن تركه خالف فطرة الله فهلك ( فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيّم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) ]الروم: 30[. فالزواج استجابة لنداء الله جل وعلا (وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله والله واسع عليم) [النور:32] والزواج من أعظم نعم الله على عباده فهو طريق المودة والسعادة والاستقرار والرحمة. قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [الروم: 20] والزواج هو سبيل العفة الوحيد (والذين هم لفروجهم حافظون * إ لا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) [المؤمنون: 5-7] إذاً الزواج هو العصمة للشباب والشابات من الانحراف والفتن وهو الذي ينظم العلاقة الإنسانية بين الرجل والمرأة الهادفة ، ولذلك حث عليه رسول الله {يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء} [متفق عليه]. وجعل الله الزواج سبيل لاكتساب الأجر والمثوبة منه وهو رياضة للنفس البشرية بالرعاية والقيام بحقوق الأسرة من زوجة وأولاد، وتحمل المسؤولية والخروج من التفكير بالذات والأنا إلى التفكير بالزوجة وحقوقها والأولاد وحقوقهم. أخبرنا رسول الله أن خير الإنفاق على الزوجة فقال:{دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أفضلهم الدينار الذي أنفقته على أهلك} [رواه مسلم. وهذا الحديث يرغب ويشجع ويجعل أفضل الأجر للإنسان على الإنفاق على أهله لينفق ويوسع على أهله في المنفقه دون الإسراف المنهي عنه، وما هذا إلا تقديس للأسرة القائمة على شرع الله وعلى مرضاة الله. وقال تعالى: ( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق ذلكم وصّاكم به لعلكم تعقلون) [الأنعام: 151] ، وقال تعالى: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئاً كبيراً) [الإسراء: 31] ربط الله سبحانه الرزق مرتين بالأولاد فمرَّة رزقكم ورزقهم من عند الله، وبالآية الثانية رزقهم ورزقكم من عند الله. فالله سبحانه وتعالى بين أنكم ترزقون بسببهم ويرزقون بسببكم حتى لا يخاف الإنسان على الرزق ويحسب حسابه فيخشى من الزواج والإنجاب فيزرع الإيمان فيه اليقين أن الرزق بيد الله سبحانه وتعالى. وقد أقسم الله عز وجل بقوله: (وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون) [الذاريات: 22] والزواج قوة للأمة المسلمة لأنه وسيلة لإعمار الأرض وتكثير الأمة وبقاء الجنس البشري فقال رسول الله : {تزوجوا الودود الولود فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة} [رواه أبو داود النسائي]. وبالزواج يتم التلاقي والتناسب بين الأسر فتنتشر المحبة بين المسلمين. قال تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) [الحجرات: 13] والزواج آية من آيات الله (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [الروم: 21] تعبير قرآني راقٍ (من أنفسكم) من هذه الكلمة تنشأ المودة والرحمة بين الزوجين. ومن أهداف الزواج حفظ الأخلاقيات في المجتمع الإسلامي ومنها من غض البصر وحفظ الفرج وحفظ المجتمع من جريمة الزنا التي تفسد الأنساب وتقطع العلاقات (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) [المائدة: 2] فاعتبر الإسلام أن الزواج تعاون على البر والتقوى، ولذلك تشجيع الزواج والإعانة عليه بكل الطرق لون من أولان البر والتقوى في المجتمع. قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ننجز لكم ما وعدكم من الغنى". والزوجة ستر لزوجها وهو ستر لها وهذا التعبير القرآني الذي رسم العلاقة الزوجية بالستر تعبير راقٍ عليه تقوم الأمم الراقية (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) [البقرة: 187] فحذر الإسلام من التحدث العلني عن العلاقات الزوجية لأنها من الستر الذي يجب أن يستر لا أن يعلن. والإسلام جعل المرأة الصالحة الزوجة هي خير متاع هذه الحياة الدنيا قال رسول الله : {الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة} [ رواه مسلم] . وبالزواج ينظر للآخرة والتي هي دار القرار فيطمع أن يدخر لآخرته ولداً صالحاً يدعو له ويكون خلفه، قال رسول الله : {إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له} [رواه مسلم].
| |
|